دماء مسكية

محمد احمد الزاملي
هاهي جنبات القمر تكاد أن تنحت، من آلام الدماء الزكية المسكية، المنبعثة من قلب الأرض الجريحة في بيت المقدس وأكنافه .
يا لعظمة الصرخة التي تهز فؤاد من ظُلم وهو على الصخرة، إذ تتشقق وتتساقط أجزائها جزءاً جزءاً ،وأوراق الزهور مزقت، ورحيقها فر هارباً، وجمالها قد غاب، والطيور تبكى مرتجفة على أغصان الأشجار التي فقدت أوراقها من أحزان من جُرح، بل إن أجذع الأشجار لا تحتمل الوقوف من هول المصاب الذي أصاب البراءة في فلسطين .


عين صاحب الألم لا ترى إلا صحراء قاحلة جرداء، تتوسطها أودية تمتلئ بدماء أبناء فلسطين ومن حولها جبال ترتعد من قممها إلي أعماقها لتنهار ذرة ذرة لتسوى بالأرض .
من قلب السماء يكاد الرعد أن يصعق أسماع الظالمين، والبرق يكاد أن يجتث بصر وقلوب الغاصبين . 
القلوب تحترق، العيون تغمض، الأصوات تغيب، الأسماع تنصت، الأفكار تهدأ، الهدوء يعم، وبالليل أنين .
إلهنا ذبح شبابنا، انتهكت أعراضنا، هدمت بيوتنا، قلعت أشجارنا، حرمنا الابتسامة .
إلهنا قدسنا في ضياع وأملنا بأن تنصرنا يا عزيز يا رحمان أنظر لدموعنا يا سميع يا بصير يا غفار .

من جديد

على وقع الأسماع

إن كان قول الحق يعني إنهاء الحياة فأهل الحق أول قائل له .
إن كان الحديث عن الظلم سيضرب أعناق الحق فها هي في عنان السماء فإن شئت يا غاصب أضربها لكن هيهات إن استطعت أن تقلع جذورها فهي مليون مليون عنق يأبى الذل والهوان لا يري لإنحناءه مكان .
إن كان صدي أصوات الذئاب الغادرة يطربكم، فإن خلود ذكر الرحمان في أركان القلوب ثم زينة بشائر النصر تصبر دموع العيون على هول المصاب الذي حل بأهلها، هو ما يسكت صوت طربكم ويوقف حركة عنقكم المغرورة .
إن كان لكم نظرة في عدم وجود الحق ، فإن الخالق أوجده دون حساب نظرتكم، فهل غلبكم سيكون بعد هذا، لا إن ما جاء به النبي من مجد مغاير لما تتمنون، لما تحلمون، فماء البحر لمن لا يرضى بقسمة الله.
إن كان اليوم يومكم، فها هي أطياف قدوم يوم الحق أمام أعيونكم يقطع نظراتكم البراقة ، وخطواتكم المختالة ، وأصواتكم المذبذبة ، وما إن يحل يوم الحق ينتهي زيف ما تبنون بإذن مالك الملك ذو الجلال والإكرام الحنان المنان .

من جديد

حماقة فى بيت المقدس
الأعداد في بيت المقدس عظيماً من قبل المغتصبين ،ولا يخفي على أحد ما يحاك و الأحداث تسابق الوقت بل تكاد أن تسابق الأنفاس والحماقة لا تفارق أرض الواقع من ذاك المغتصب فهنا تكاد أن تكون الحماقات مقدمة لحماقة كبرى على أطراف بيت المقدس لتكون الفادحة على أهل بيت المقدس وموجعة للمغتصب لكن هذه الحماقة التي تقترب من أي وقت مضى تطرح عدة أسئلة ألا وهي :
ما مدى صدى هذه الحماقة في العالم الإسلامي الذي يعتبر غطاءا لا غنى عنه ؟.
ما هو الإعداد المناسب والأمثل لمواجهة أي حماقة قد تأتي على الأخضر واليابس؟ .
أنبقى في الدائرة الحزبية الضيقة التي لا طائل منها والخطر يقترب من قلب العالم الإسلامي ألا وهو المسجد الأقصى؟ .
لا شك أن هناك مؤازرة من قبل العالم الإسلامي لكن دمعة طفل بيت المقدس ما زالت بعيدة عن قلب المسلمين بل لا تيقظ العيون النائمة نوماً عميقاً هذا يرجع إلى أن المصاب بسيطاً مثل شوكة والأمر يحتاج ذبح جماعي متمثل في حماقة كبرى لكي تستيقظ العيون أم أن العيون مستيقظة لكنها لا تبصر.
إن الطامة الكبرى تكمن في ما بعد بيت المقدس في مكان أو بقعة أخرى من العالم الإسلامي .
هنا تسليم وتأكيد بأن لملمت الجراح وقطع الطريق على الحمقى تبدأ بخطوات إستباقية بإعداد جيل بيت المقدس جيلاً أرتوي من القرآن الكريم وسنة الرسول الأمين وعلى ذلك تكون الخطوات سائرة إلى الهدف الأعظم بعيداً عن خطوات النعامة الهاربة من خطر يهددها و المغتصب كالنسر يحلق في عنان السماء دون خوف ولا حسبان لمن تحته لكن الله أعظم من فوقه.
أهل بيت المقدس يتطلعون إلى تحقيق أمانيهم وأمالهم من خلال إستنفاراً وزحفاً إسلامياً وقبل هذا كله لا بد أن يبقى في الحسبان تلك الحماقة التي تحوم في الأفق فمنذا الذي يوقف هذه الحماقة القادمة علي غزة هاشم وبيت المقدس.

من جديد

لم يبقي وقت
..........
على مطلع الطرقات خوف مخيف وعلى شرفات المنازل حزن الأحزان على ذهاب سند الديار بيد
العدو مقدم بيد الخائنين .
أنين لعظم الجرح الذي شق الأنفس 
صرخة عملاقة تأبى الخروج من نظر الظالمين وهاهي تتولد الصرخات في ذاك الركن الأخير من
القلب الذي يتقلب بين جنبات الجسد المتعب من غدارات اؤلئك الذين لا يرحمون .
ها قد جن جنون المفترس تراه بدا بعد وليمته التي بدئت رائحتها تفوح من جنبات الأرض
المباركة ومن قلبها استغاثة رهيبة استعانة بالله على قدوم مصاب عظيم .
تعب الصوت وهو ينادي في فضاء ولا مجيب أرهقت الجفون من مرارة الليالي العصيبة التي
مازالت تؤرق العيون .
وهاهم أهل الديار المباركة يحذرون ما قد يذهب ابتسامتهم سنين وسنين لكن فرحة القلب لا
توصف لأن ما هو آت إنما هو ما وعدهم الله به .
لم يبقى وقت لأي صولات ولا جولات بين أبناء الأرض المباركة إن ما هو آت لهو شئ تشيب منه
الولدان .
وتسيل دماء ودماء من كل مكان وتتألم الدماء مما تشهده من عنفوان الظالم .
اصرخ يا من تتألم في وجه الغاصبين أيقظ قلوب أبناء فلسطين الذاهبين خلف السراب الذي
رسم من عدو ماكر فكن يا ابن الرباط من تذبح السراب .
ترقب وانتظار ، حذر واستعداد ،وكان صرخة قادمة نهز الأركان ترحل منها الطيور فزعاً 
تضمر الزهور خوفاً.
تتشقق الأرض كأنها تريد أن تخفى بباطنها كل حي بعيداً عن آلام وغدارات الإنسان 
وقفة عميقة نظرة طويلة التمعن كأنها تناظر قدوم قاتلها ومعذب صاحبها 
مع نور الشمس الشرقي تهل أطياف المعاناة لأمة أنهكت من الاغتصاب فمن يرد يد الظلم من
سيوقف خطوات الهمجية التي لاترحم لكن الله حي لاينام فيا آخى لاتحزن فإن الله معنا

من جديد

إن كان قول الحق يعني إنهاء الحياة فنحن أول قائل له .
إن كان الحديث عن الظلم سيضرب أعناقنا فها هي أعناقنا في عنان السماء فإن شئت أضربها لكن هيهات إن استطعت أن تقلع جذورها فلنا مليون مليون عنق يأبى الذل والهوان لا يري لإنحناءه مكان .
إن كان صدي أصوات الذئاب الغادرة يطربكم، فإن خلود ذكر الرحمان في أركان قلوبنا ثم زينة بشائر النصر تصبر دموع عيوننا على هول المصاب الذي حل بنا، هو ما يسكت صوت طربكم ويوقف حركة عنقكم المغرورة .
إن كان لكم نظرة في عدم وجودنا، فإن خالقنا أوجدنا دون حساب نظرتكم، فهل غلبكم سيكون بعد هذا، لا إن ما جاء به نبينا، وما لنا من مجد مغاير لما تتمنون، لما تحلمون، فماء البحر لمن لا يرضى بقسمة ربنا .
إن كان اليوم يومكم، فها هي أطياف قدوم يومنا أمام أعيونكم تقطع نظراتكم البراقة ، وخطواتكم المختالة ، وأصواتكم المذبذبة ، وما إن يحل يومنا ينتهي زيف ما تبنون بإذن مالك الملك ذو الجلال والإكرام الحنان المنان .

الله يحفظك