لن ترويك السرابا
أيا هـــــــــــــاوى الشعر من فم هاو ٍ
فما يهديك من البحور سوى السرابا
ألم تهدى من الآيـــات بالكتاب منزلا
وفيها من النظم ما حيــــــــر النجابا
فلو كان البحر يزن الـــدر لاستقاما
فقد طــــــاح بالعقول ماهدى العقابا
فما كنت لغير الحــــــق تزن الغوايا
فهــــــــــادى بالحرف سعدا لللبابا
فكم ينشد النـــــــــــاس فى النوائب
فهل أحيت ميــــــــتا بل شبت شبابا
وكم أغنى الناشــــــدين من السرابا
وصاحب الفرح اســــأله ما ستجابا
فإن الله يحفظ الذكر صـــون البرايا
ليهدى ماكان بالشط يهوى الصوابا
ومن خط أصل اللغى الحــــــرف آيا
ليضرب المثل للحـــــــــق ترقى بابا
ترى الرمل بالبيد والبحر غير متدارك
وللمنسرح الطويل ترى الرجز سحابا
ووصل المتقارب ســـــدٌ أعلن إحكاما
فما بعد آيـــــــــــات الله ماجدَّ إخلابا
ونثر الشعر لون الحكمة حيَّر اللبابا
فمجدِ الحق واعلى الدرب يااللبابا
لذا الله بالكــــــــــــون لاترى الكلاما
بخير الرد الفعل استجــــــابا ماعتابا
وسبحان من له الفعــــــل وما هادى
ليهدى الخلق الجنــــــــــــــة لا السرابا
ففكر الشاعر ألهته المرأة اغترابا
وضاق من الغربة لم يخش العقابا
فتاه الفكر بوزن الحرف لا الفعالا
فما يغنى البهل عند الجد إلا هبابا
فإن تكتب حـــــــــرفا تبنى الخيالا
ولا تعلم أن الحــــرف لله استجابا
فأين قاف والنــــــــون والميم آيا
تحدى الإله بالذكـــر فاحذى متابا
متى الكلام فى البحـــر سدَّ العبابا
ومتى الشعر إن لم يـــرق لله بابا
تغنى بالآيات فالنور يحيى الظلاما
ليوم الأخرى لن ترويـــك السرابا
فقد أبلوا فى درب الشعر هيمتهم
فيبكى الذات فى الزمــــــان سبابا
وأبلوا فيمـــا درب الشعر قصدهم
فحار الشعوب سكــرى أين اللبابا
ولا لوم للشعوب ما على حمتهم
إذا الرأس قد أد فيــــهم اضطرابا
ولاعتبى على الله فى شــــــأفتهم
فقد باعوا الشهادة بالبخس نـابا
وبالنور أهدى السنا للبــرى مسلكهم
وما الأرض إلا بالعــــــــدل قد أجابا
أن كان شيطانا يعدل بالشطى
فنحن المسلمون بلعنهم نهابا
فتاه الفكر بوزن الحرف لاالفعــــالا
فما يغنى البهل عند الجــد إلا هبابا